السبت، 3 فبراير 2018

بكاءُ خيمةٍ في الأربعين





بكاءُ خيمةٍ في الأربعين
إلى بيتي الذي صار ذكرى

خُطَى وَجْدِي تُقَاسِمُنِي اشتِعَالي
 
وتَطْحَنُ في رَحَى المَنْأى ظِلَالِي
  
فلي ذِكرَى تمايسنِي عَذَابَاً
 
لِبَيْتٍ في السّرَى  وَهمَاً بَدَا لي
  
أطُوفُ بِلا مَفاتيحٍ حِمَاهُ
 
فَتَسْبِقُنِي عَنَاوينُ ارْتِحَالِي
  
وَلِي عَيْنٌ مُجَرَّحَةٌ سَهودٌ
 
تُبَاكِينِي ؛ وَكَفُّ مُنَايَ خَالِ
  
وَكَمْ زانَتْ لَوَاحِظَهَا رُمُوشٌ
 
تفَتِّشُ عَنْ عَصَافيرِ الدّلالِ
  
تهدهدها حكاياتٌ لأمّي
 
عن الفرسان في زمن المعالي
  


فَلَا سَهَرٌ يُؤرِقُنِي بِلَيْلٍ
 
ولا صَمْتٌ سَيسْكُنُنِي بِبَالي
  
  ***********
أعَارَتْنِي العَنَادِلُ صوتَ قلبي
 
وزيَّنْتُ القصيدَ بكلِّ غالِ
  
وأهدتني الفراشةُ لونَ حبري
 
فأطرَبْتُ الرّبابةَ من خيالي
  
وَمَا فَطَنَ الفُؤادُ إلِامَ يَسْعَى
 
رُعَاةُ القَهْرِ في سُنَنِ الضّلالِ
  
فَمِنْ بَعدِ الضُّحَى داسُوا دِيَاري
 
على أيٍّ سَأبْكِي يا سِلَالِي
  
على بلَدٍ تهدَّلَ سَاعِدَاهُ
 
وغِيضَ سَنَاهُ في غَورِ الرّمالِ ؟
  
على صَحْبٍ وراءَ الليلِ غَابُوا
 
وما تَرَكُوا سوَى دمعِ الرِّجالِ؟
  
يُشيرُ إلى ضياعِ طريقِ بيتٍ
 
تَـسَرْبَلَ بالشَّظايا والقِتَالِ
  
فَلَا وَرْدٌ على الأغصانِ باقٍ
 
ولا شَجَرٌ يُلَوِّحُ للهلالِ
  
****
  
سَألتُ عَنِ الطَّريق خطوطَ كفّي
 
فَلَمْ تَقْرَأ سوى شدِّ الرِّحالِ
  
ولكنّي كَفَفْتُ الدَّمعَ صَبْرَا
 
وكمْ كانَ اللّظَى فوقَ احتمالي
  
ولَمْ تَسْتَعْذِب العَبَراتِ عَيْنِي
 
لِتَروِي في المعابرِ ما جَرَى لي
  
فَذَا قلبي تَصَدَّعَ من عذابي
 
وما نـسيَ الصّلاة  بكلِّ حالِ
  
وذا بيتي تَشَظَّى في غيابي
 
غريباً لا تُوَاسِيْهُ الليَالي
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق