الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

"الحب والظّلال " رواية الشّعوب المقهورة

"الحب والظّلال " رواية الشّعوب المقهورة




بمشيئة ٍ أجهل مصدرها ، ولاأتمكن الإمساك بخيط يوصلني لمنبعها ، أجدني متشبثة بها وبكلماتها ؛ كاهنة قلبي وعرّابة الأنثى القلقة التي تعشعش في أنفاسي وسَكَنَاتي ؛ إيزايبل ألليندي
ربما يكون مصدر تلك المشيئة هو أرواح بيت كلارا البصيرة بالغيب ؛ حين تهمس لي وتدلني على مكمن الحزن الذي يتملكني ، والذي ألِفْتُه حتى العشق فانزويت أتسلى بشمسه التي لاتغيب عني ، ولا عن زغب النّدى الحالم بظل عشبة عند ضفاف دجلة، ولا عن بلادي التي عاثت بها ظلال الحروب والدّخان ، وظلال الخوف في أسرة الجرحى وردهات ولادة الموت المجاني ، حتى لم يعد يتبقى للحب في بلادي إلا ظلال وردة نجت باعجوبة من حريق دمعة ذرفتها عاشقة أودعت قلبها في مقبرة تتسع لكل أحلام العرب ...
ليس بدافع الشّعر ماأكتب عن هذه الرّواية ( الحب والظّلال) ،ولا بدافع الرّجم بظهر الغيب والنبوءات أنا أحاول التّغني بحكاية الحب التي تفجّرت بين (إيرين وفرانشيسكو ليال) ،ولا مواساة (غوستافو مورانتي )على سوء طالعه حين فقد مودعا حب حياته الوحيد قبل أن تتم تصفية وجوده من تحت هذه السّماء ، ولكن بدافع أنّ مراثيّ الفرات قد تمثّلت ْ أمام عيوني ، وفي المذاق المر الذي اكتسح مني كل حواسي وأنا أتنقل في سفر الرّواية التي نبأتني أنّه لامنجاة للشعوب من القهر إلا إذا استفاقت قبل فقدانها لأحلامها كما استفاق غوستافو مورانتي " واقتنع أنّ الدّكتاتورية ليست بالمرحلة المؤقتةعلى طريق التّطوروإنّما هي المرحلة الأخيرة في طريق الظلم "، ونبأتني خشيتها من ذلك الحجر الذي تستند عليه أوهام المتفاءلين – مثلي- تحت سماء وطن ملبد بظلال الضّغينة حين يقرؤون عبارة :" لاشيء يستنزف الصّلابة مثل إحساس المرء بأنّه عابر "
لقد كنا اسرى هذا الإحساس – عابر – ومازلنا
وشتلنا على نافذة الغد كل أحلامنا رغم امتلاء أيّامنا تحت ظلال الدّكتاتورية العربية بالشّوك ، والدّماء ، وطوفان من الذّعريطارد أوراق مستمسكاتنا التي نستدعيها سراعا في كل لحظة من لحظاتت الفرار الجماعي نحو المنافي ؛ حتى قد بتُّ اخشى أن لايبقى على أرض هذه البلاد إلا ظلال حكايات وذكريات ...تتناقلها الأجيال كالأساطير ...
فشكرا لإيزابيل ألليندي هذه الرّواية حين كتبتها
وشكرا للرّوائي خليف محفوظ حين دلني عليها






الأحد، 9 سبتمبر 2012

أحزان ٌسومرية



أحزان ٌسومرية
1
وحيدة إلا من ذكرياتِ شوقٍ ومطر
ألتمس في السكون حدود وطن أبهى من الحنان
يداهمني نحيب ُ إنانا
يهزُّ لوحا ً سومريا ًبين يدي
تنبجس منه آهة ٌ إنسلخت عن ألفها السادس :
" ذهبوا بزوجي الحبيب ، زوجي الحبيب
قُتِلَ في أوروك ، في كُلا ّبْ
ذهبوا بابني الحبيب ، ابني الحبيب
ذهبوا بزوجي الحبيب ، زوجي الحبيب "


2
تصمت ُ دجلة معي إلا من أنفاس ِالموج
تمد ّ لي يدا ً
لأسبح حتى ( إيگور)
فتوميء ( انخدوانا ) لي من بعيد :
أن حاذري ( لعنة أكد ) إن عصيتِ (إنليل )
وزاحمت ِ طاعته بعيني تموز

3
تجيئني إنانا
ألمح ُ في عينيها إنكسار أنثى :
1- هو مضى ...سأخلعُ ثوبَ العشق ِ حتى يؤوب
2- وعدت ُ (أوتوحيگال) بنصر ٍ
3- ووعدت ُ ( أيبخ ) بالدمار



4
ينبت العذاب ، يستطيل
يتغضن جرحا في الروح
فتموز كان لي صيفا
سماءً ، تظل تاريخ العراق
زخرفتني يداه
ساكنني صوته
عبثت عيناه بتفاصيل أمنية يسكنها الجنون
لو تمتزج منا الدماء
وعلى مذبح عشق العراق ...
تراق
***********


•(ذهبوا بزوجي الحبيب.).. من بكائيات إنانا على تموز حين يقبض عليه شياطين العالم السفلي
** ايكور : هو المعبد الذي كان يتعبد به السومريون انليل
*** انخدوانا : ابنة سرجون الاكدي وكانت اول شاعرة تطبع قصائدها على الرقم الطينية لها قصيدة ( لعنة اكد ) تصور فيها ان البلاد تم غزوها من العيلاميين الكوتيين كعقاب من انليل لنارام سين الذي ادعى الالوهية وامر بتحطيم ايكور
**** تموز حبيب انانا وزوجها
اوتوحيكال اول من قاد ثورة مسلحة ضد الغزو الكوتي لبلاد الرافدين
ايبخ ( جبل حمرين حاليا الذي تسلل منه الكوتيين لغزو بلاد سومر واكد فوقفت اينانا كمحاربة مع الجيوش لتحرير البلاد واذلال العدو والجبل ... اي انها هنا خلعت ثوب العشق وارتدت بزة الحرب ... فتموز قد مضى الى العالم السفلي

إلى مسافر

إلى مسافر


حتامَ يأخذكَ المساء إلى المساء
ودمي يسربله انتظارك في الخفاء
ويظلُّ يمضغني السّؤال
ذاتُ السّؤال..متى تعود ؟
ذا ألف فجرٍ عاد من أحزانه
وحصان فجرك لم يعد
مازال يوميء من بعيد
ولا جديد
وأظل انتظر الصباح إلى الصّباح
ولا تعود...
عادت إلى أعشاشها كل الطّيور
وهفت إلى أحضانها الأطفال
الكل عاد إلى وطن
إلا أنا ..مازال حضني باردا
يلتف بالذكرى كفن ...
فمتى تعود ؟
هرمت نهاراتي
وسال العمر يركض للزوال
وأنا انتظارك ما أزال
مازلت أقتسم الرغيف
وأحطّ ملعقتين فوق المائدة
وأظل أمعن في الجدار
أتذكر الضحكات
والقبل النّدية في النّهار
وأعود أصرخ في السّراب
بلا جواب
لم كلما آنست ُ بابا
سُدّ في وجهي باب
آه فقد ولى الشباب
وأطل من غدك الخريف
ولا يزال الصمت منسيا
ينام على الرّصيف ... متى تعود


.
.
ذبلت عناقيد الصّبا
وتهدل الجسد الجميل
وتهامس َ الواشون
عن طول انتظاري في الطريق
وحدي أعود بلا رفيق
وحدي تهدهدني الظنون
ويقلقني الجنون
وصمتُّ احتسب الغد الموعود
في كل الوعود
متى تعود